فصل: (6) سرعة الضوء هي الأنسب للقياسات الفلكية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.بحث علمى بعنوان سرعة الضوء في القرآن الكريم:

د. محمد دودح.
الباحث العلمي بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

.(1) وحدة القوى والمواد في الأصل والطبيعة والحركة العاجلة:

سرعة الضوء في الفراغ هي نفس سرعة كل أشكال الطيف كالأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء وموجات الراديو والتلفزيون ومن الجائز أيضا موجات الجاذبية، ويعبر فيزيائيا عن سرعة القوى الفيزيائية بسرعة الضوء باعتباره الجزء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي ويستوي في ذلك ضوء شمعة أو ومضات نجم، وسرعة الضوء في جو الأرض دون الحد الأعلى قليلا أما سرعته في الفراغ فلا تتجاوزها قوة ولا تبلغها مادة، والفرضيات النظرية باختلاف سرعة الضوء عند نشأة الكون أو عند نهايته لا تنقض القياسات العملية حاليا ولا تنقضها بالمثل فرضية الجسيمات الأسرع من الضوء التاكيونات Tachyons أو الأجسام سالبة الكتلة لو ثبتت.
ولم يقدم الدليل الأول على تحرك الضوء بسرعة غير لحظية إلا عام 1676 عندما نجح الفلكي أولاس رومر Olas Roemer للمرة الأولى في التاريخ من قياسها عن طريق ملاحظة وجود فارق زمني في تأخر ظهور أقمار كوكب المشتري عندما تكون الأرض في الجهة الأبعد منه خلال دورتها حول الشمس، وبمعرفة طول القطر الأكبر لمدار الأرض ومدة التأخر وفق الأجهزة المتاحة في القرن السابع عشر كانت النتيجة واسعة التقريب حوالي 227 ألف كم/ ثانية، ولكن أمكن تقديم الدليل الأول على أن سرعة الضوء محدودة وإن كانت هائلة، وبعد حوالي نصف قرن حصل برادلي عام 1728 على نتيجة مقاربة عن طريق قياس فلكي آخر، ولم تبدأ القياسات الدقيقة إلا في منتصف القرن التاسع عشر داخل المعمل، وفي القرن العشرين استخدمت في القياس تقنيات أكثر دقة ومع استخدام الليزر بلغت الدقة إلى حد أن الخطأ لا يتجاوز أجزاء قليلة من البليون، وأخيرا بعد جهود استمرت حوالي ثلاثة قرون أمكن عام 1983 في مؤتمر القياسات في باريس تعريف المتر دوليا بالزمن اللازم ليقطعه الضوء 0.000000003335640952 ثانية بناء على قيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي: 299792.458 حوالي 300 ألف كم/ ثانية.
وقوله تعالى: {يُدَبّرُ الأمْرَ} يونس 3 و31 والرعد 2 والسجدة 5؛ يرجع الكون الفيزيائي كله إلى أمر واحد هو كلمة كن التي تصور مخاطبة الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة تعبيرا عن الوحدانية والاقتدار ونفاذ الإرادة، يقول العلي القدير: {بَدِيعُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَىَ أَمْرًا فَإِنّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} البقرة 117، والتدبير Management يلزمه فاعل ويعوزه بالضرورة مفعولا به يتجلي فيه فعل التدبير، وورود الأمر مفعولا به يجعله مأمورا به يتجلى فيه تدبير الخالق سبحانه فيستقيم حمله على المادة الأساسية للعالم، قال الألوسي: الأمر راجع إلى المراد لا إلى الإرادة.. أي الأشياء المرادة المكونة.
وقال ابن تيمية: وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى.. المخلوق خلقا لقوله تعالى: {هذا خلق الله}. ولهذا يسمى المأمور به أمرا، ولفظ الأمر يراد به.. المفعول.. كما قال تعالى: {أتى أمر الله}. فهنا المراد به المأمور به وليس المراد به أمره الذي هو كلامه، فإذا قيل في المسيح أنه كلمة الله فالمراد به أنه خُلِقَ بكلمة.. كن.. وكذلك إذا قيل عن المخلوق أنه أمر الله فالمراد أن الله كونه بأمره، وهذا قول سلف الأمة وأئمتها وجمهورها، وبهذا التفصيل يزول الاشتباه في مسألة الأمر.
وإرجاع كل شيء في الوجود إلى أمر واحد في الأساس وتكون كل شيء منه بتقدير واحد منذ بدء الخلق على مراحل متتابعة كالأيام يفيد رجوع كافة القوى الفيزيائية والمواد إلى واحِدَةٌ هي لبنة مادة البناء الأساسية Essential building Matter، وهذا الأمر عاجل الحركة أشبه ما يكون في السرعة بومضة الضوء، يقول العلي القدير: {إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وَمَا أَمْرُنَا إِلاّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر: 49- 50]، واللمح وميض نجم أو برق، قال ابن فارس: اللمح أصل يدل على لمع شيء.
وقال ابن منظور: لَمَعَ بمعنى أَضَاءَ، وفي تشبيهه بومضة الضوء قال الألوسي: الغرض من التشبيه بيان سرعته، وقال الرازي: فاللمح بالبصر معناه ضوء البرق يخطف بالبصر أي يمر به سريعا وذلك في غاية السرعة، وقال أبو حيان: لما كان أسرع الأحوال والحوادث في عقولنا هو لمح البصر ذكره.. فهو تشبيه بأعجل ما يحسه الناس، ووافقهم جل المفسرين.
وفي قوله تعالى: {يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}؛ قال جوهري: وتنزيل الأمر من السماء يقتضي النظر في منشأ هذا العالم فإن هذه العناصر لم تظهر في بادئ الأمر.. لتضمنه تنزيل الله للعوالم من حالها الأول حال البساطة والنور إلى حال الكثافة والتركيب.. ومقتضى رجوع الأمر إلى الله.. أن هذا العالم سائر من الكثافة إلى اللطافة كما أنه تنزل من اللطيف إلى الكثيف، يعني لا وجود في الأصل إلا لمادة واحدة بسيطة والقوى الطبيعية كلها صادرة بالتسلسل عن قوة أصلية واحدة وتتباين القوى إنما جوهرها في الأصل واحد وكل ما يقع أو لا يقع تحت نظرك من الوجود فهو صادر عن مادة أصلية واحدة، فهذا العالم كله أصله مادة واحدة هي الأصل لهذه الموجودات ومنها تكونت المادة والكهرباء والمغناطيسية والحرارة والضوء، فهذه كلها صفات وتنوعات في المادة الأساس.. ولا تزال المادة واحدة واختلاف المظاهر وقتي..، وقد خلق الله العالم من مادة واحدة ليستدلوا على وحدانيته وقدرته، وأضاف: إذن الأمر إن هو إلا تجليات ومظاهر لقدرة المحيط علمًا.. طُبعت في هذا الخلاء الفسيح طبعًا ظهرت لنا.. بهيئة حركات.. وتجلى لعيوننا بهيئة نبات وحيوان وشمس، فما هذا العالم كله إلا حركات، وهكذا الزرع.. والحيوان وأجسام الناس، وأتساءل مأخوذا؛ أليس بهذا نفهم قول الله عز وجل: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء: 37].
جاء الإنسان ليعاين الوحدة في الكائنات ويعرف الخالق سبحانه وتعالى ويعبده وحده كغاية للوجود، وتتكون الذرات في أجسام كل الكائنات من نفس اللبنات وطبيعتها جميعا الحركة في عَجَل.

.(2) الكون في ارتداد:

وفي قوله تعالى: {يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ} [السجدة: 5- 6]؛ التعبير إليه في حق الذات العلية لا يعني التحيز وإنما عودة الأمر كله في نهاية المطاف إلى الله تعالى وحده كما قال تعالى: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلّهُ} [هود 123]؛ فهو إعلان عن نهاية للكون وتأكيد لوحدانية الله تعالى وبيان على أنه لا نهاية لعلمه وقدرته ونفاذ إرادته، قال البيضاوي: يعني يدبر الأمر إلى قيام الساعة [17]، وفي قوله تعالى: {أَتَىَ أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]؛ إعلان عن قدوم القوى عائدة وإن لم تصل بعد وبنفس السرعة القصوى في الخلاء المماثلة لسرعة الضوء، يقول تعالى: {وَلِلّهِ غَيْبُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا أَمْرُ السّاعَةِ إِلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} النحل 77.

.(3) قيمة ثابتة للانتقال في الكون:

اعتاد العرب منذ القدم التعبير عن المسافة بزمن قطعها مع إضمار سرعة فيقال المسافة بين مكة والمدينة نصف شهر أي بالجمل ومع التقدم في الوسائل وتنامي سرعة الانتقال أصبحت نفس المسافة نصف ساعة بسرعة الطائرة ولذا تكون الساعة كشهر، وسرعة القوى الفيزيائية Physical forces في الفراغ واحدة ويعبر عنها بقيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي أعلى سرعة في الكون الفيزيائي وتعرف بالثابت الكوني للحركة Universal Constant of Motion، وفي مقابل تلك القيمة الثابتة نجد قيمة ثابتة في مقام بيان سرعة قصوى يتضمنها التعبير {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ}.
والمقام قياس لما يقطع في يوم بتلك السرعة البالغة بمقياس سير ألف سنة لأن السياق يتعلق بقطع مسافة والتعبير {كَانَ مِقْدَارُهُ} يعني في اللغة كان مقياسه وحده فلا يزيد المقياس عن هذا الحد في المسافة، واليوم الأرضي المعلوم للعرب المخاطبين لا يصلح أن يساوي ألف سنة من سنيهم إلا في المسافة، والمسافة التي تقطع في يوم محدودة وإن قطعت بأعلى سرعة فهي لا تزيد عن ألف سنة من سنيهم المبنية على حركة القمر حول الأرض بالنظر المجرد، والتعبير {مّمّا تَعُدّونَ} وصف عائد على الألف سنة المتضمنة لحركة جسم نسبية يتعدد وصفها ويعوزها التحديد فعاد سياقا على الحركة، والسياق يتعلق بقياس حركة أمر ما يملأ الكون بين الأجرام {مِنَ السّمَاءِ إِلَى الأرْضِ} وبيان أن حركته بانحناء كحركة الأعرج في مشيته وهو وصف يتفق مع المعلوم اليوم بحركة القوى الفيزيائية في الفضاء بين الأجرام بانحناء نتيجة لتأثير الأجرام.
والقياس عند ابن عباس رضي الله عنهما هو: مقدار سير الأمر، قال قتاده: يقول مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة، وقال القرطبي: في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة، وقال الألوسي: في يوم مقدار مسافة السير فيه ألف سنة، وقال الطبري: لأن المسافة مسيرة ألف سنة، وقال الرازي: واليوم هنا زمان، وقال الزمخشري: وهو يقطع مسيرة ألف سنة في يوم واحد، وأصاب ابن عباس بمعوله عين النبع بقوله: لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم، قال الألوسي مفسرا تلك العلاقة: وإن لم تبعد هذه السرعة.. عند من وقف على سرعة حركة الأضواء وعلم أن الله سبحانه على كل شيء قدير.. وقال: وأي مانع أن يخلق الله تعالى.. من السرعة نحو ما خلق تعالى في ضوء الشمس.. فإن ضوءها ليصل إلى الأرض في مدة ثمان دقائق، وقال حفيده: أن من النجوم ما لا يصل نوره إلى الأرض في مائة سنة بل أكثر مع شدة سرعة الضوء.

.(4) نسبية حركة الأجسام:

وقوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَإِنّ يَوْمًا عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ} الحج 47؛ تأكيد لمماثلة مسافة يوم لمسافة ألف سنة في مقام تصوير أمر يستعجل قوم النبي صلى الله عليه وسلم قدومه إنكارًا مما يؤكد أنه يمضي بأقصى سرعة Uppermost speed، والتعبير {عِندَ رَبّكَ} لا يعني في حق الذات العلية التحيز وإنما يعني وفق تدبير الله تعالى في الكون كله، ويستقيم فيزيائيا أن يحمل ذلك الأمر القادم بأقصى سرعة نحو الأرض فلا يحتاج معها مزيد استعجال على القوى المعبر عن سرعتها بسرعة الضوء، والسنة في عرف العرب منذ القدم مبنية على حركة القمر في 12 دورة حول الأرض، وإن قلت علي كالأسد فالتشبيه يعني أن علي جسور ولكنه لا يتجاوز الأسد المشبه به في وجه الشبه، وفي التعبير {وَإِنّ يَوْمًا عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ} لا تتجاوز كذلك مسافة اليوم بأقصى سرعة مقدرة مسافة ألف سنة بحركة ما تبنى على حركته السنة، ويصلح الوصف {مّمّا تَعُدّونَ} لتمييز حركة القمر المتضمنة سياقا والتي تبنى عليها السنة ولا يصلح أن يكون تمييزا للسنة القمرية لأنه يحدد مُختار من متعدد وهم لم يستخدموا غيرها في التقويم، وهو يعني من الذي تحسبون وتظنون وليست السنة محل ظن، وبذلك يشترط السياق لتعريف أقصى سرعة أن تكون حركة القمر وفق ما يحسبون ويظنون وإن كانت الحقيقة بخلافه، والمراقب الأرضي لا يدرك بالعين المجردة نسبة التغير Variation Ratio في البعد أو السرعة فيظن أن مدار القمر يخلو منها كما لو كانت حركته منسوبة للنجوم في دائرة كاملة الاستدارة Perfectly circular orbit وكأنها في نظام معزول Isolated System خالي من تأثير الشمس لأن حركة القمر مع الأرض حول الشمس لا يعاينها إلا مراقب خارج النظام الشمسي، ولذا بنسبة الحركة للنجوم واستبعاد نسبة التغير من القيمة الوسطية يتحقق المقياس المطلوب لبيان حد السرعة في معادلة ثابتة كلا طرفيها معزول عن التأثير الخارجي.

.(5) قيمة مطابقة لسرعة الضوء:

لتعيين النسبة الثابتة Basic Ratio من السرعة الوسطية المطلوبة للقياس على المدار القمري والتي لا تخضع لتغير؛ يمكن عند أي نقطة على مدار ناقص الاستدارة Ellipse تحليل السرعة المدارية Orbital Velocity إلى مركبتين متعامدتين إحداهما عمودية على القطر وتسمى السرعة الزاوية Angular Speed وقيمتها ثابتة في كل النقاط على المدار والثانية تسمى السرعة القطرية Radial speed وتختلف قيمتها من نقطة لأخرى وهي المسئولة عن نسبة التغير Zeilik and Smith، Introductory Astronomy and Astrophysics، 1987، p17.
والسرعة الثابتة القيمة تسمى أيضا السرعة المماسية Tangential Velocity لأنها المسئولة عن الحركة الأمامية، وفي حالة القمر تكافئ نسبتها تماما نسبة مركبة السرعة الوسطية في الاتجاه الأصلي بعد دورة: 0.8915725423 حوالي 0.89، ولذا نسبة التغير في سرعة القمر حوالي 0.11 Encyclopedia Britannica.
ويسمى اليوم الأرضي بالنسبة للنجوم باليوم النجمي Sidereal day وطوله 86164.09966 ثانية، ويسمى الشهر بالنسبة للنجوم بالشهر النجمي وطوله 27.32166088 يوما، وقيمة السرعة الوسطية للقمر حوالي 1.023 كم/ ثانية Laros Astronomy، p.142، والقيمة 1.022794272 حوالي 1.023 كم/ ثانية تجعل قيمة المسافة التي يقطعها القمر حول الأرض في دورة في النظام المعزول: 2.152612269 مليون كم، وتجعل المسافة المقطوعة في 12000 دورة: 25.831347230 بليون كم، وبالتالي تكون قيمة السرعة القصوى مسافة 12000 مدار يوم: 299792.458 كم/ ثانية، وهي نفس القيمة في الفيزياء موسوعة أكسفورد ص316.
السرعة الكونية الحدية القصوى = مسافة ألف سنة قمرية/ يوم في النظام الأرض قمري المعزول =
25.831347230 بليون كم/ 86164.09966 ثانية = 299792.458 كم/ ثانية.

.(6) سرعة الضوء هي الأنسب للقياسات الفلكية:

توصل أورت Oort عام 1950 إلى أن عالمنا الكوكبي محاط بسحابة سميكة من المذنبات تسمى بسحابة أورت Oort Cloud، والجزء الداخلي مسطح بمستوى مدارات الكواكب والخارجي كروي تتحرك فيه المذنبات من كل جانب ويمكن أن ترجم أي عابر إذا تواني، وحزام المذنبات ذات المدارات قصيرة الأمد دون 200 سنة يسمى بحزام كويبر Kuiper Belt، وفي عام 2003 اكتشف كوكب عاشر على بعد 97 وحدة فلكية الوحدة الفلكية هي متوسط المسافة من الأرض للشمس وهي حوالي 150 مليون كم، ويتسع الجزء الداخلي لكوكب آخر حادي عشر يعقبه على بعد لا يزيد عن يوم ضوئي 172.7 وحدة فلكية، وبذلك يتفق اختيار مسافة يوم ضوئي مع حدود عالم المخاطبين من الكواكب في الحدود الدنيا للأجرام السماوية أو السماء الدنيا في تعبير المفسرين مصداقا لقوله تعالى: {إِنّا زَيّنّا السّمَاءَ الدّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ لاّ يَسّمّعُونَ إِلَىَ الْمَلإِ الأعْلَىَ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} الصافات 6- 10، قال الشوكاني: أراد بقوله: {في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} المسافة التي بين الأرض وبين سماء الدنيا، وقال الألوسي: ألف سنة.. مسافة ما بين الأرض ومحدب السماء الدنيا.